تطرف

من زمان جدا وانا نفسي اتكلم عن الموضوع دا، مشكلتي الاكبر في الحياة إني مش بعرف ارتب افكاري بسرعة، سامحوني لو الكلام مش مرتب، هحاول اقول اللى عندي، وهقوله بالفصحي علشان بحبها .

اكثر ما يضايقني ف وطننا المريض هذا هو تطرفنا جميعا إلا قلة قليلة، الغريب أننا جميعا نتطرف كلٌ في اتجاهه، ومن لا يتطرف مع الجميع ويحاول ان يتكلم يخفت صوته تماما ولا يكاد يُسمع، علي عكس اصوات المتطرفين الآخرين صوتهم يملأ الوطن صريرا ونباحا، التطرف دوما هو الصوت الأعلي، لكن الغريب هو اختفاء الصوت المعتدل، بنظرة بسيطة أجد طرفي التطرف الأكثر ظهورا، هم الإسلاميون والعلمانيون، كلاهما دون استثناء، فمثلا حين حرب غزة الاخيرة منذ عام مضي، خرج علينا احد مشايخ الوهابية ليعلن ان خير وسيلة لرد العدوان واستعادة الاقصي هو العودة للمساجد والاعتكاف بها والدعاء علي إسرائيل، ردي حينها كان كلمة اعتراضية مكونة من ثلاثة أحرف، لكن التالي كان اغرب، خرج احد متطرفي العلمانية ليعلن أن إسرائيل دولة صديقة بيننا معاهدة سلام ويمدح في إسرائيل، لا أعرف ما هذه الغرابة والتطرف، اعتي اصدقاء اسرائيل في اوروبا لم يعلنوا مثل هذا التصريح في وقت مثل هذا، بغض النظر عن اختلافي مع التصريح او اتفاقي لكنه تصريح غبي في وقت اغبي، وكل علي ليلاه يغني.

هذا مثال للتطرف والامثلة كثر، ل مرة اخري التطرف ليس فقط في المواقف السياسية او الدينية، علي المستوي الفردي، أغلب الشعب المصري -العاطفي بطبعه ( لا أعرف من هو صاحب تلك المقولة الملعونة عن الشعب العاطفي ) - ينفعل جدا ويتطرف جدا في ردود أفعاله، أذكر أحد اصدقاء الـ "فيس بوك" الذي لا يتوقف عن سب الحكومة والرئيس ليل نهار عند حرب غزة أيضا علق علي صورة للرئيس مبارك قائلا "أحترم بشدة قرارته في السياسة الخارجية، هو ناجح في ادارة سياسة البلاد الخارجية أما داخل البلاد فهو فاشل تماما" ، كان ذلك لعداءه لحماس والاخوان المسلمين، لا أعرف الحقيقة سببا لهذا التصريح ولا حتي أعرف مبررا، فمنذ عقود بعيدة نحن الآن أفشل ما نكون عن "سياسة خارجية ناجحة"، أنا شخصيا اتطرف بقوة في مواجهة المتأسلمين الوهابيين من زملائي ف الجامعة، وأصب عليهم جم غضبي، ليس مبررا لي تطرفي انه مقابل تطرفهم، ف النهاية هو تطرف، احاول الإقلاع عنه بالتدريج، لكنني كمثال لمجتمعنا ككل، حين أتطرف أصبح مسموع الصوت وينصت الجميع، وحين أهدأ يسمع الناس للمتطرفون هنا وهناك، فأضطر آسفا أن اتطرف لقناعاتي فقط لأُسمع الآخريين لا لأقنعهم.

أعتقد شخصيا أن التطرف واحد من أهم اسباب ما نحن فيه، واتمني أن أستمع قريبا لصوت التعقل يخرج جليا ليهزم صوت التطرف، ونفيق من هذه الغفلة.

أحمد إبراهيم

06/01/2010