في منتصف الطريق أجلس، في المنتصف الذي يقسم الطريق لإثنين ذاهب وآت، يجرفني الحنين فأتفرس في وجوه البشر الذاهبين إلي غاياتهم علّني أتعرف علي أحدهم، أتابع سائقي السيارات لربما تصدف أن أستئنس إليه من غربةٍ لا تنتهي، أجيل النظر هنا وهناك، أبحث عن أحد - أي أحد - يجالسني ويحكي، يسمعني أي شيء،ينتشلني من غرقي داخل نفسي، من استغراقي فيها، من بحثي بين الوجوه، أغيب داخلي مرة أخري، أُفيق علي سيارة كادت أن تعتصر قدمي، أغيب ثانية في ردهاتي الداخلية، أفيق علي دخان كثيف يزكمني، يضيق صدري، أتجاهله، فليس بعد ضيق الروح ضيق، تجرفني دومات الروح لأعماقي، أفيق علي يد هَرِمة تهزني " قوم يا أبني، أخاف عليك "، تحضرني رباعية لجاهين " دا اللي يخاف م الوعد يبقي عبيط" أجيبه أن " حاضر "، يتابع هو " عربية مش واخدة بالها تخبطك"، ابتسم أنا، يشير بيده أن اتبعه " تعالي هنا الله يخليك وهجيبلك كرسي "، أعتذر منه مفكرا هل يدري ما يجول بخاطري وما تعانيه نفسي من أسئلة؟، ابتعد عن منتصف الطريق، استند إلي سيارة ما، استل قلمي، وأشرع في الكتابة.
أحمد إبراهيم
الزقازيق 31/3/2010
2 comments:
جيت على الوجيعة يا ولد
كلمات جيدة
تصبح على خير
كلماتك رائعه عذبه
ويملأها الحنين
تحياتي
Post a Comment