كنت أسير وحيدا حينها، حين أعلنت شاشه هاتفي أنه رقمكِ، تعلمين بالطبع انني حذفته مع اسمكِ، لكن بالعقل ذاكره لا تُمحي أنتِ منها، تضئُ خلايا العقل مع تصاعد حده صوت الهاتف، أتوقف أنا عن الحركة، أتعرفين! كنت حينها وحيدا علي شاطيء النهر، كان الوقت ميتا علي حد تعبيرك دوما، ذلك الوقت الذي هو لا فجرا ولا هو صبحا، هل ما زلتِ تذكرين اسم الطريق، لا يهم مازلت أذكر أنا، أذكر الموقف بأكمله، قبلة خفية قبلتُكِ إيها، ضحكتِ وأنسللتِ من بين أذرعي جريا، طريق القبلات المسروقة، أخبرتُكِ حينها أنه اسم مستهلك ورديء، أشحتِ بوجهك عني، أخبرتيني معاتبهً " مش مهم هو ايه، المهم جه ف بالي وحبيته"، ضحكت واحتضنتُكِ، قبلتك مرة أخري، بكيتي حينها أنتِ، ومن بين أجمل ابتسامه رأتها عيناي أخبرتني أن "بحبك"، همستِ بها، خطفتها من بين زقزقات العصافير التي أصطبحت بأنفاسنا العاشقة فدارت تغني من حولنا، ها أنا إذا وحيداً وها أنتِ ذا تهاتفيني لا أدري لماذا، أفزعني صمتُ الهاتف فجأة، لماذا فعلتها الآن، لن أتذمر كالجميع وأصيح أنني كدتُ أنساكي لولا هاتفك هذا، لم أنسْكي ولم أذكركي، ها أنا أسير في صمت وسلام، أتعايش مع الحياة، أعرف أنكِ فيها، لكنكِ لستِ فيّ، أعرف أنك بعيدة لا تذكرينني، علي عكس ما اتوقعه أنا حتي يريحني هذا الشعور، أن أعرف أنني صفرٌ صغيرٌ علي يسارك لا تلتفتين إليه، يمنحني سكينة ما لا أدري كنهها، لكنه يساعدني أن أتعايش، تأتين أنتي فجأة بمعولٍ مبتسم يغمرني بصوت فيروز ليهدم كل سلامي وراحتي، ليضعكِ من جديد في طريقي، أتعرفين عرفت أنكِ من يهاتفني قبل أن أري رقمُكِ يضيءُ الشاشة، ما زالت روحي تتلقي الإشارات يا فتاتي، لا تقلقي لا أعني إشاراتُكِ، فقد توقفت منذ زمن، أو ربما لم تبتدأ قط، أن أعني إشارات شبكة الهاتف، لا تهتمي يا فتاة، لم تريّ أنتِ الدموع السابقة، ولن تريّ أيضا دمعتي هذه التي أفلتت مني رغما عني، لم تريّ ولن تريّ، سأقف هنا، سأشكوكي للنهر، كما كنت أفعل دوما، حين كنتي معي.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
6 comments:
فعلا رااااااااااائع
أسلوب فعلا راائع
تسلم أديك
:)
روعة :)
جميله جدا ماشاء الله
موفق دايمن يارب
أختكـ جيلي
انونيموس
تسلم :)
ابو صلاح
تسلم
:)
جيلي
وانتي كمان يا رب
:)
Post a Comment