أصفر قاتم

إلي محسن، إذ إنه وقد ذهب من هنا فقد ظل المكان وحيدا لا يستطيع أحد أن يقترب منه فضلا عن أن يملأ فراغه
-----
أصفر... قاتم... ممتقع... حزين... ومتفرد بالبهاء !
هكذا تنساب المسافات أمامه... " بحب الطريق الصحراوي دايما، زحمة بس فاضي" لم يعنِ الأصفر له شيء ما يوماً ما، لكنه أندهش اليوم لحزن تَمَثَل إليه علي صفحات الأصفر اللا نهائية... " الحزن مش مجرد احساس، الحزن رسومات لا نهائية" حزن الأصفر كان بهيا، في يوم شتوي ، لا يعرف من صفة الشتاء سوي اسمه*... "مفيش رسمة حزن بتشبه اختها، رغم إن مفيش رسمة من غير حزن" يستقيظ من خيالاته علي سباب قائد سيارة كاد أن يطيح بيها لتعانق الأصفر الذي استولي علي خيالاته... "عمر ما الحزن كان شيء صعب، الصعب إن الحزن يبقي حاجة عادية تماما**" يرفع من سرعة سيارته تدريجيا مع خلو الطريق إلا من سيارة وحيدة... "الحزن طول عمره موجود، بس دلوقتي بقي عمله شعبية" لم يسمع سباب قائد السيارة  -البعيدة عنه بخمسة امتار كاملة عرضيا- حين ضغط مكابح سيارته بقوة مفاجأة أحدثت دويا يبعث علي الموت... "عبيط ! أنا أصلا ما جيتش ناحيته، الحاجات الحقيقة عمرها ما بتفزع الواحد" يترجل من سيارته، ويعانق اللاشيء بذراعين مللا احتضان بشر لا يعرفون الفارق بين الأحضان والعناق... "الحقيقة ما بتديناش فرصة إننا نتصدم او نندهش، ما بتسمحش للصمت إنه ياخد فرصته، بتحطنا ف وسط الأحداث بدون إرادة منا، بس كل الحاجات اللي مش حقيقة بتعمل كدا" الحزن ما بقالهوش جلال يا جدع! الحزن زي البرد زي الصداع!!

-----
* تأثرا بـ "ما فيه من صفة الخلاص سوي اسمه"، تميم البرغوثي من هيبة العرش الخلي من الملوك
** الفكرة الأصلية للكلام، بهاء طاهر " أبشع شيء ليس الحزن، ولكن اختفاء الحزن"
*** الجملة الأخيرة النصف الأخير من رباعية لصلاح جاهين