من فترة كدا مش كبيرة في اوائل أغسطس الأخير دا وربما كان أواخر يوليو، صدر قرار روسي بإيقاف تصدير القمح، ودا بسبب أزمة عالمية متوقعة بالإضافة للاحتياج الداخلي الروسي للقمح دا، وطبعا روسيا مش زينا مش مهم الاكتفاء الداخلي المهم أحسن حاجة نصدرها لدول الخليج، كارثة متوقعة، وتصريحات مسئولين، ومصر علي حافة الجوع، وكلام كتير اتقال، بعدها بكام يوم اشتريت العربي الكويتية كالعادة، وفي ملحق العربي العلمي تحقيق بعنوان:
وباء صدأ القمح ... يتحور مثل الإنفلوانزا ويهدد المنطقة العربية ( تفش واسع في اليمن وانتشار محدود في مصر والسودان)
أهلا وسهلا !! كملت، بعدها تصريح للسيد أمين السياسات بالحزب الوثني بيقول: تحقيق الاكتفاء الذاتي في القمح والمحاصيل الرئيسية غير عملي، وكأنه بيتعامل مع شعب من الاطفال كمنافقيه هيصقفوله علي كل الكلام، وأخيرا الحملة اللي شنتها سكينة فؤاد علي النظام متهمة أياه أو أيادي خفية فيه بأنهم وراء تعطيل الاكتفاء الذاتي من القمح من أكتر من عقد من الزمان، تبع ذلك تصريح لرئيس مركز البحوث الزراعية ان مصر قادرة علي تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، وأخيرا بدعوة من نوارة نجم انطلقت دعوة شعبية لتحقيق اكتفاء شعبي من القمح بعيدا عن النظام.
دا ملخص سريع للاحداث خلال تقريبا شهر واحد.
من الأول بقي بالتفصيل
** أصدرت روسيا قرار بحظر تصدير للحبوب الغذائية وبدأ تطبيقه فعلا في منتصف أغسطس 2010 وحتي نهاية عام 2010 بسبب الحر والجفاف، التفاصيل هنا، بعدها زاد الطين بِله بقرار روسيا تمديد الحظر لنهاية 2011، التفاصيل هنا، وأتبع القرار الروسي قرار اوكرانيا بتقليل الصادرات من الحبوب الغذائية للنصف، والتفاصيل هنا، ورغم تصريحات كل المسئولين بعدم تأثر مصر بالقرار، إلا إن التصريحات دي مش صحيحة إطلاقا، فـ مصر المستورد الأول للقمح علي مستوي العالم، دا غير إن القمح الروسي بالذات أرخص من أنواع القمح الأخري زي الأمريكي والفرنسي، فـ بالأرقام سعر القمح الروسي تقريبا نصف سعر الأنواع الأخري (55.5%) ، ودا هيكلف خزينة الدولة وهـ يحمل الموازنة العامة حاولي 4-5 مليارات جنية سنويا، التفاصيل بالأرقام من هنا، الأمر مش هيتوقف عند النقطة دي، بل هيتعداها لأن نقص الوارد من القمح، وزيادة سعر الوارد بعد كدا، هيؤدي إلي ارتفاع في أسعار معظم المنتجات الزراعية في مصر، لأن سعر القمح الجديد هيكون تقريبا ضعف سعر القمح الروسي اللي كنا بنستورده قبل كدا (180% تقريبا) ، وتفاصيل أكتر من هنا.
** بعد كدا تحقيق مجلة العربي، واللي اتكلم عن وباء بيصيب القمح، وهحاول ألخص المقال وهحط صور للمقال لأنه طويل للي يحب يقراها، المقال بيتكلم عن فطر صدأ القمح، وهو معروف منذ معرفة الزراعة، وبيصيب القمح وبعض المحاصيل الأخري لكنه أكثر الأمراض تدميرا للقمح، وهو بيحول المحصول السليم لمجموعة من "السيقان السوداء والحبوب الذابلة"، وممكن توصل الخسائر في بعض الأحيان لأكثر من 70% من المحصول، وللفطر اكتر من نوع بيهدد انحاء مختلفة من النبات، المشكلة التالية اللي قابلت العلماء، وهنقل الفقرتين التاليتين بالنص " وقد أثار الاكتشاف الأخير لظهور طفرة فوعية متبدلة من فيروس المرض في جنوب إفريقيا مزيدا من القلق حول انتشاره علي نحو يشكل تهديدا خطيرا لمحاصيل القمح في العالم، وفي الوقت الراهن ثمة سبع طفرات أقر بوجودها فعليا من سلالة المرض، والتي تمثل تهديديا حقيقيا لما يقدر بنحو 90% من أصناف القمح التجارية العالمية المعرضة للأصابة به."
" وفي تواز مع ذلك، تتجه الأنظار الدولية قلقة بإتجاه الكشف أخيرا عن سلالتين شديدتي العدوانية من صدأ السوق (الأسود) وصدأ الشقران (الأصفر) اللتان يُبلغ عن عبورهما للقارات وانتشارهما بمعدلات بالغة السرعة في فاشيات خطيرة لدي العديد من البلدان"، وبحسب أحد خبراء الفاو فإنه حذر من: "إمكانيات محتملة لتسجيل خسائر قيمتها ملايين الدولارات بسبب حالات تفشي صدأ الشقران (الأصفر) في مناطق الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وآسي الوسطي، والقوقاز" والفطر اللي بينتقل بسرعة عبر مسافات كبيرة سواء عن طريق الرياح أو معدات أو أشخاص ملوثين بالفطر، والسلالة الجديدة من الفطر وهي متوحشة والعلماء بيطلقوا عليها شلل الزراعة، واكتشق تواجد محدود ليه في مصر والسودان، وانتشار أكبر في اليمن وإيران، دا ملخص التقرير تقريبا وموجود الصور ف الأخر للي يحب يطلع عليها، حاليا محصول مصر من القمح(اللي هو حاليا 40% من الاحتياج القومي بس) مهدد ولو نسبيا، والحقيقة معنديش مانع إن أنحاز لنظرية المؤامرة المرة دي، فـ الشركات والكيانات اللى هتستفيد من تصدير القمح مش هتتواني ابدأ عن أنها تزرع الفطر فـ وسط المحاصيل، دا خطر قريت عنه ومحدش أتكلم عنه قولت ألفت بس النظر ليه.
** الحدث التالي حسب التسلسل التاريخي، تصريح تاريخي للسيد أمين لجنة السياسيات بالحزب الوثني الحاكم، بيقول فيه ان الاكتفاء من القمح والمحاصيل الرئيسية غير عملي، من هنا، وهو ما سبقه تصريح شبيه لوزير الزراعة، من هنا، وصدور التصريحين دول رغم كل التحذيرات داخلية وخارجية، ومن أصوات مصرية بفداحه اعتمادنا علي الاستيراد في سلعة مهمة زي القمح، والدليل "الحوسة السودا" اللي احنا فيها بعد حظر تصدير القمح الروسي، وتزامنت التصريحات دي مع حديث لوزير الزراعة السابق أحمد الليثي بيصرح فيه انه أُفيل من منصبه السابق بسبب خطته الطموحة والجدية للاكتفاء الذاتي من القمح، غير عدد غير قليل من مسئولي ودارسي الزراعة اللي صرحوا بإمكانية الاكتفاء الذاتي من القمح، ومنهم رئيس مركز البحوث الزراعية اللي أكد قدرة مصر علي الاكتفاء الذاتي من القمح، تفاصيل هنا، وكمان الكاتبة المصرية سكينة فؤاد اللي شنت حملة قوية ضد النظام بسبب إجهاضه مشروع قومي للأكتفاء الذاتي من القمح، تفاصيل أكتر من هنا.