مراكبي ... ومش صياد

إهداء ... إلي من تتجه إليها الإهداءات دون أن أوجهها أنا
-----
هل تحدثتم يوما إلي "مراكبي" يجوب عرض البحر ليل نهار؟ إن كانت الإجابة بنعم فـ كذبتم وإن كانت بـ لا فـ ها أنا ذا، لست ككل المراكبية من أبناء مدينتي الساحلية، لم يكن والدي يجوب البحر ولم يتجه صوبه يوما، أما أنا فروح حره لم تقبل بالبر سجنا لها، لا ليس الفلك سجنا يسير علي ماء، لكنه حريتك ان تسير حيث تشاء.
من أنا، لم تهمك الأسماء، حسنا إن كان يهم أحد ما فإن اسمي حسن، اخترته انا وصرت اعرف به، ثم احتفظت به لنفسي، ولأخرى هي نفسي، حسنا لا يعنيك هذا في شيء، أنا وإن ابتعدنا عن نفسي - كما اسلفت - روحا حره، لا أقبل أن أُمتطي ولا أرتضي لنفسي أن أمتطي، لا تسمه بشيء فأنا لا تهمني المسميات، سأعود بك قليلا للخلف، نهرني أبي ذات يوم، فـ بكيت، فزادني نهرا، فرحلت، فتبناني نهرا، ابحرت فيه حتي وصل بي لشواطيء بحر، تركني مودعا وحملني سره، أخبرني ألا أبوح به إلا بعد عشرٍ من السنين، لهذا توقفت عن ركوب البحر، لأفشي السر وأعود، طول تسعة شهور وخمس من الأيام، علمني، علمني ماذا !! لن أقول. لن أفشي سرا.
لم لست صيادا ؟ حين أسلمني النهر أبي لضفاف البحر، كرهت أن أصيد أخوتي بالبحر، ورضيت لتسع من الشهور وخمس من الأيام سجينا في البر، وصنعت مركبا لي، وابحرت، ومن يومها لم أعود، ولم أصطد السمك، لم أكن يوم صائدا، أنا فقط أسير ناشرا محبتي في البحر، لا انتظر إجابة، فيجيبني العدم، إنك مدعوم فـ استمر، ولكن من بين البحار والنُهر وحدها اشتهيتها، لكنني لم أكن أبدا لأصيد، وهي عني أبداً لم تبتعد، تسير بقربي كأننا لعمري كفا بكف، لم أستطع أنا أصيدها، ولم أستطع أن عنها ابتعد، فهي وإن كانت حرية أن تحمي عنها صيادوها، فأنا أقف قربها أبعدهم عنها، فقط لتظل قريبي تسير ... فقط لنظل نسير ...

2 comments:

عصر الجنون said...

روحا حره، لا أقبل أن أُمتطي ولا أرتضي لنفسي أن أمتطي،

Che Ahmad said...

:)